الإسـراء والمعراج في السيرة النبوية -مقاربة فيزيائيه-

بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء (عليهم السلام) لهداية الناس إلى الطريق القويم، ومن أجل إثبات نبوتهم أجرى على أيديهم المعجزات التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، فقد وهب سبحانه وتعالى نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) معجزات عديدة من أجل إثبات نبوته عند قومه، وما معجزة الإسراء والمعراج إلا واحدة من تلك المعاجز التي كرّم الله بها نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد استغرقت هذه الرحلة (الاسراء والمعراج) بكامل تفاصيلها وأحداثها ليلة واحدة فقط في حين ان المسافة التي قطعها الرسول الكريم في أثناء هذه الرحلة كبيرة جداً مقارنة بالزمن المستغرق (ليلة واحدة). 

وفي هذا البحث المتواضع، لا نحاول إثبات هذه المعجزة؛لأنها حدثت من دون أي شكَ لرسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكننا نحاول أن نقرّب للناس فهم هذه المعجزة السماوية، ونحاجج الذين يحاولون إنكارها بسبب عدم إمكانهم فهمها واستيعابها وتقبلها كونها هبة الله (عزوجل) لرسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). أن اجرى على يديه (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه المعجزة لكي يمكن للناس فهم الغيبيات وتصديقها واستيعابها التي أخبرنا بها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كونه الصادق الأمين كما كان يسميه قومه قبل بعثته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكما وصفه الله (سبحانه وتعالى) في القرآن الكريم بأنه ينطق عن السماء، في قوله تعالى في سورة النجم: }وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى{ (النجم : 3).

و بعث رب العالمين البراق لرسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) لكي يحمله في رحلة الإسراء والمعراج نحو السماء العليا ويسهل له رحلته هذه، ويكون قاب قوسين أو أدنى من رب العزة لكي يحدثه بحديث خاص بينهما، قال تعالى في سورة النجم:}فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{ (النجم:9-10).

إن فكرة الثقوب الدودية وكيف أنها تقرب المسافة بين موقعين بعيدين عن بعضهما، يمكن أن تساعدنا في فهم هذه الرحلة السماوية، إذ يعتقد الباحث أن هذه الرحلة يمكن أن تكون قد حدثت في طرق من طرق السماء وهي قريبة من فكرة الثقوب الدودية ولكن البشر الى وقتنا الحالي غير مكتشفين لهذه الطرق.

الباحث
  • - أ.د. محمد حميد حسين البغدادي
الجامعة
  • - جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الصرفة / قسم الفيزياء ؛ العراق

تحميل