يعدُّ تلقي الوحي حدثاً مهماً وبارزاً في الدين والتشريعات السماوية ، فهو يعبر عن خطاب مقدّس بين المُرسل والمتلقي ,ولما كان الإسلام أحد تلك التشريعات التوحيدية فان تلقي الوحي القرآني زاد من قداسته لأهمية المُلقى؛ لأنه كلام الله المُنزَل على عباده , فتلقي الوحي القرآني عُدَّ منذُ بدايته مرحلة فاصلة في حياة النبي (صلى الله عليه واله ) وحياة أصحابه , فمن هذا التلقي انبثق تشريع ومجتمع جديد بجميع مبادئه وقيمه المقدسة . فظاهرة تلقي الوحي القرآني بين طرفين لا ينتميان للرتبة الوجودية نفسها، وبين مخلوقين من مستويين فيزيائيين مختلفين شكلت استفهاماً لدى اتباع النبي (صلى الله عليه واله) عن كيفية ذلك الاتصال مع السماء, فكان سؤالهم عن كيفية تلقيه ذلك الوحي القرآني ,وكيف سيُطيق المُتلقي ذلك الاتصال بعالم غيبي غير معروف ؟ ,وكيف سيعي المُتلقي ما يُلقيه إليه ذلك الملاك السماوي لاختلاف العالمين لكليهما ؟ , وما ستخلفه تلك العملية التواصلية من عوارض ملازمة لتلقي الوحي القرآني ؛ لذا ستعمل الدراسة على معرفة تلك الظاهرة في ظل الموروث الروائي.