إن المتتبــع للروايــات التارخييــة التــي حفلـت هبـا كتــب التأريــخ اإلســامي وبخاصــة مـا كان متعلقــا منهــا بســرة الرســول األكــرم حممــدs ،ســيالحظ فيهــا تلــك اإلســاءة الواضحــة واملتعمــدة التــي أُيسء هبــا إىل شــخص النبــي األكــرمs ، َ ومــن ث َّ ــم اإلســاءة إىل ديــن اإلســام الــذي بــدأ يوصــم بالتطــرف والعنــف ويوصــم أتباعــه باملتطرفــن واإلرهابيــن حتــى باتــت كلمــة العنــف واإلرهــاب تعنــي اإلســام واملســلمني عنــد غــر املســلم. وقـد مهـدت هـذه الروايـات فيـا بعـد لتكـون النـواة األوىل لـرب اإلسـام ومفاهيمـه مـن الداخـل عـى ّ اعتبـار أن ّ هـذه املفاهيـم أصبحـت مـن املسـلامت يف التأريـخ - ومـن فمـك أدينـك - ولعـل مـن أهـم هـذه املفاهيـم التـي يسـتقرهيا القـارئ وهـو خيـوض غـار الروايـات التارخييـة اإلسـامية، مـا كتبـه كتـاب التأريـخ اإلسـامي األوائـل عـن سـرة الرسـول األكـرم حممـدs أو الصحابـة عـى حـد سـواء، وبخاصـة فيـا يتعلـق بغـزوات الرسـولs وحروبـه التـي يـرى املجتمـع املتمـدن فيهـا اليـوم اجلـذور األوىل للتطـرف والعنـف، بل إهنا شـكلت األسـاس األول للعقـل التكفريي الـذي نشـأت عليـه مجاعـات التطـرف والعنـف اإلسـامية عـى خمتلـف مشـارهبا وتوجهاهتـا يف العـر احلديـث، ممـن اعتمــدوا عـى تلـك النصـوص التارخييـة دليـا ومـررا لتطرفهـم، عـى اعتبارهـا نصوصـا مقدسـة لعلقتهـا املبـارشة بحيـاة الرسـول األكـرم حممـدs ومـن دون أن تناقـش تلـك النصـوص التارخييـة مناقشـة علميـة هادئـة بغيـة الوصـول للحقيقـة التارخييـة مـن دون إضافـات املغرضـن أو أصحـاب املصالـح والغايـات يف رضب اإلسـام مـن الداخـل.