ما معنى كلمة "الأمّيّ"  التي وصفَ القرآن النبيَّ (صلّى الله عليه وآله) بها ؟ وما معنى كلمة الأمّيّين التي وُصِفَ بها العرب؟

معظم التفاسير – وكذلك المعاجم اللغوية- تفسّر كلمة "الأمّيّ"  بأنّه الذي "لا يقرأ ولا يكتب"، ويعقّب بعضُها بأنّه "الذي لا يقرأ الكتاب". وفي بعض التفاسير الحديثة، إشارة إلى نسبتها إلى "الأمم". وقد ذكرت التفاسير، نقلاً عن الرواة السابقين أو عن الشروح السالفة، أنّ المقصود بـالأمّيّين هو العرب الذين "لا يقرؤون الكتاب ..المقدّس".

       يهدف هذا البحث  ـ بعد دحضِ  رأيِ  الذين  يذهبون إلى أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان لا يُحسِنُ القراءةَ والكتابةَ  قبل نزول الوحي ـ إلى الإجابة عن هذا السؤال : ما المقصود بـالأمّيّ  في القرآن الكريم ؟ وهل اللفظة منسوبة إلى الأمّ أو إلى الأمّة ، أو إلى الأمَة؟  وهل لذلك عَلاقة بأمّيّة النبي (صلّى الله عليه وآله)،  وعدمِ معرفتِه  ومعرفةِ قومِه القراءةَ والكتابةَ؟ والإجابة كذلك عن الأسئلة  المتفرّعة عن هذا السؤال المحوريّ ؛  وذلك من خلال استقراء النصّ القرآنيّ ، لا سيّما الآيات التي وردت فيها لفظة الأمّيّ صفةً للنبيّ (صلّى الله عليه وآله)، أو لفظة  الأمّيّين  التي جاءت على لسان اليهود صفةً للعرب , والأحاديث النبويّة ، وآراء المفسّرين والباحثين،  لتوضيح المقصود من اللفظتين؛  لا سيّما وأنّ المنطق والواقع التاريخي يُبيّنان أنّ العربَ لم يكونوا جميعهم يجهلون القراءة  والكتابة، ولا كان اليهودُ كلّهم   يحسنونَهما.