لا شكّ في أنّ المفسرَ ينطلق في تفسيره من قبليّاتٍ عقدية تُحكمُ عملية النظر في آيات القُرآن الكريم وتوجه تفسيره وآراءه على وفق هذه القبليّات، ويبدو للنظر أوّل الأمر أنّ هذه الاعتقادات المسبّقة تفضي إلى بعض المحاذير الشرعيّة والعلميّة في العمل التفسيريّ كالوقوع في محذور تفسير القُرآن بالرأي – على بعض معانيه – أو أنّ هذه الأحكامَ والاعتقاداتِ المسبّقة قد تُخرج المفسّر عن الموضوعية في تفسيره، إلّا أنّ الاستناد إلى المصادر الشرعية في تكوين هذه العقيدة وعدم الهوى فيها يبعد المفسر والدارس عن هذه المحاذير.
ولمّا كانت مكانة النّبيّ – بما تحويه من مقوّمات - من المسائل التي اختلف المفسرون في تحديدها جعلنا هذا البحث خاصّاً لبيان أثرها في تفسيرهم الآيات التي تتناول جوانب سيرته الكريمة، وقد مثلنا لمكانته بثلاثة مقومات شكّل الحديث عنها مباحث تمثل بمجموعها أهم ما يحدد هذه المكانة لشخصه الكريم.
الكلمات المفتاحية: مكانة النّبيّ - السيرة النبويّة - آيات السيرة عن المُفسِّرين