للهجرة النبوية رمزية خاصة وقيمة عظيمة في التاريخ الإسلامي فضلاً عن السيرة النبوية. فلم تكن الهجرة النبويّة إلى المدينة مجرّد ردّة فعل لاضطهاد قريش، بل كانت نقلة جوهرية في تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد قَرَنَ الله تعالى بين الهجرة والجهاد والولاء أو الولاية للمشروع الرسالي. وخطّط لها النبيّصلى الله عليه وآله لتكون المدينة قاعدة ارتكاز للدعوة والدولة الإسلامية. المدينة المنورة دار الهجرة، دستورها الصحيفة وركائزها ثلاثة: الأمة الواحدة، والوطن أو المدينة، وسلطة النبيصلى الله عليه وآله يرجع إليه الجميع، وهو لم يضطر لاستخدام القوة ليفرض هذه النظم على العرب بدوها وحضرها، ولم يغصب أحدًا عليها وخاصة من اليهود والمنافقين الذين مردوا على النفاق وكابروا في رفض الهجرة فتخلّفوا حول المدينة. وامتنعوا عن الالتحاق بالأمّة الإسلامية التي أسسها النبيصلى الله عليه وآله عنوانًا جامعًا جديدًا للمجتمع الإسلامي..